°•.
.•° موسوعة أشهر المخترعين والعلماء °•.
.•° ج: 03 حصريے
أينشتين
ولم تتوقف مفاجأة النظرية عند هذا الحد ، فليس الوقت فقط هو الـذي يؤثر بالسرعة
العالية و لكن كانت هناك مفاجأة أخرى أمام العلماء لا تقل عنـها غرابة ودهشة .
فالكتلة كما يعرف الجميع مثل وزن الشيئ تماما فإذا قلنا أن قطعة الخشب كتلتها ثلاثة
كيلوجرامات ،فمعنى ذلك أن وزنها ثلاثـة كيلوجرامـات ، والوزن لا يتأثر بحركة الجسم
أو سكونه ،ولكن أثبت أينشتين بمعادلاته الرياضية أن الكتلة نسبية مثل الزمان والمكان فهي
تتغير بسرعة الجسم ومثالاً على ذلك الأرنب الذي لا يتعدى وزنه ثلاث كيلوجرامات لو
ركب سفينة تنطلق بسرعة عالية تقرب من سرعة الضوء يصير وزنه مثل وزن الخروف
الضخم ،ولكن ماذا يحـدث لـو ركب هذا الأرنب صاروخا ينطلق بسرعة الضوء؟
ومنذ ذلك الحين أصبح أينشتين شخصية مشهورة كيف لا وهـو الـذي جعل الناس
ينظرون إلى الدنيا بشكل جديد وكان يُستقبل استقبالا حماسيا في عدة دول منها فرنسا
،هولندا ،إسبانيا ،اليابان ،روسيا والولايات المتحدة ،وكان الكل يخرج ليشاهد المعجزة
العلمية لذلك الزمان.
ولم تمر إلا سنوات قليلة حتى فاجأ أينشتين العا لم بقنبلة علمية أخـرى إذ أثبت أن خطوط
الضوء تنحني عندما تقترب من جسم ذي كثافة عالية ، فتعجـب الجميع لأن المعروف أن
شعاع الضوء يسير في خطوط مستقيمة فمعنى ذلك أننا لا نرى الأجسام المشعة في مكانها
الصحيح لو اقتربت من الشمس لأن الضوء ينحني ،وقدم أينشتين إثباتاً على ذلك في حالة
كسوف الشمس ،وهو الوقـت الـذي لا تظهر لنا فيه الشمس بل يظهر لونها الأسود
فقط ،يظهر شكل النجم بوضـوح في الصورة عندما يقترب من الشمس ،فيبدو في غير
مكانه ،وهذا يثبت انحراف الأشعة الصادرة منه إذا اقترب من الشمس وهو الجسم ذي
الكثافة العالية.
وقد أثبتت صحة نظرية أينشتين عندما وقع الكـسوف ووضـع علمـاء الأرصاد أدوات
الرصد والتصوير في مكان ما عند البرازيل وهو أصـلح مكـان يستطيعون الرؤية منه
وكانت نتيجة التصوير كما تنبأ لها أينشتين تماما ،لقد أظهرت الصور أن النجوم البراقة التي
بدت بالقرب من القرص الأسود للـشمس في غـير مكانها ،فكان هذا دليلا واضحا على
إنحراف الضوء الذي يشع منه .وهكذا بـدأ العلماء يثبتون صحة فروض أينشتين في المعامل
فأثبتوا أن الجسيمات الصغيرة جدا بداخل الذرة والتي تسير بسرعة تقرب من سرعة الضوء
يبطئ الزمن فيها وتـزداد كتلتها كلما قربت من سرعة الضوء.
ويظهر أينشتين مرة أخرى بمعادلة خطيرة ، والمتمثلة في أن الكتلة والطاقـة شيئ واحد
،فالكتلة يمكن أن تتحوّل إلى طاقة ،فكتلة الخشب الجامدة يمكـن أن تتحوّل إلى طاقة أي
موجات كهورمغناطيسية وأشعة ضوئية فهي إذن ليست قطعة خشب كما نراها ،بل
موجات وأشعة ،وقدم بذلك المعادلة التي تتحول بها هـذه الكتلة إلى طاقة معادلة بسيطة
صغيرة فتقول المعادلة :
إن الطاقة = الكتلة x مربع سرعة الضوء
وهذا يعني أن الجرام الواحد من المادة ينتج عنه طاقة ضخمة يمكن أن تحرق مدينـة بأكملها
،ومن ذلك فسر العلماء السر العجيب في أن النجوم الضخمة والـشمس تحترق ملايين
السنين ورغم ذلك لا تنتهي ولا ينقص منها شيئ ، فهي لا تحتـرق مثل احتراق الورق أو
الكبريت فلو كان كذلك لانطفأت في لحظـة ولتحولـت الأرض إلى ثلوج دائماً وماتت
الأحياء التي عليها ،ولكن الذي يحدث أن ذراتهـا المتناهية جدا في الصغر تتحطم فتتحول
إلى طاقة إشعاعية ضخمة جـدا ،ولـذلك فالنجوم والشمس لا تفقد سوى كمية قليلة
جداً جداً لا ترى بالعين وهـي الـتي تعطينا هذا الإشعاع الضخم ولذلك لا تفقد شيئاً ،
فتستمر ملايين السنين ، وفي هـذه الفترة تزوج أينشتين وترك ألمانيا لينتقل مع زوجته
وأولاده إلى الولايات المتحـدة الأمريكية لأن هتلر زعيم ألمانيا كان يكره اليهود ، وكان
أينشتين يهوديا لذا فضل العيش في أمريكا والاستقرار هناك.
آلام وأحزان أينشتين بسبب المعادلة :
بدلا من أن يستغل العلماء فكرة استخراج الطاقة الذرية في توليد الكهرباء وغيرها استغلها
بعضهم في اختراع خطير أدى إلى كارثة بشرية ، فقـد إسـتغلوا معادلته الشهيرة في الطاقة
إلى اختراع قنبلة ذرية ، فشهد العـالم دمـار مـدينتي هيروشيما ونجازاكي باليابان في
الحرب العالمية الثانية ، مما أحزن أينشتين وآلمه كثيراً لأنّه كان يرى نفسه مجرما من مجرمي
البشرية ، فقد إخترع نظرية ستؤدي إلى دمار البشرية كلها ،فهل سكت أينشتين على هذا
التصرف ؟ لا بل ألقى خطابـا عـبر التلفزيون الأمريكي شديد اللهجة يحذر فيه سياسي
العا لم من ويـلات الحـروب المنتظرة والتي تستعمل فيها القنابل الذرية التي ستؤدي إلى
زوال كل أثر للحياة على وجه الأرض ،وهكذا تغيرت نظرة العا لم لأينشتين وأصبح محلّ
الحب والتقدير.
إينشتين يرفض أن يكون رئيساً لدولة الكيان الصهيوني :
رفض أينشتين أن يكون رئيسا لهذه الدولة وبطريقة قاسية ، وهو يرد على مَنْ إقترح عليه
الأمر :'' إنني لا أرفض فقط أن أكون زعيما لإسرائيل بل لا أعترف بقيام دولة كدولة
إسرائيل قامت على إغتصاب أرض قوم عنوة وقهراً ، إن هـذه الدولة لجديرة بالفناء لأنها
لم تقم على حق ''.
وصية أينشتين قبل وفاته :
لقد ترك وصية متمثلة في تشريح رأسه بعد وفاته عسى أن يصل العلم من خلال هذا
التشريح إلى سر عبقريته ،ولكن بعد التشريح لم يجدوا شيئا يدل علـى عبقرية أو ذكاء
فالعبقرية إذا شيئ معنوي.
مات أينشتين وانتفع العا لم ممّا تركه هذا الرجل العبقري ، فبفضله اختـرع جهاز الليزر
، الذي هو جهاز في استطاعته إنتاج شعاع قوي يكفي ليبخر المـواد الصلبة وهذا يستعمل
في جراحة العين الدقيقة وتفتيت حصره الكلـى ، وكـذلك توصل أينشتين إلى المبادئ التي
أدت إلى اختراع التليفزيون.
انتهى..
الأحد يناير 04, 2009 6:43 pm
